الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

عالم بلا معنى

هل يشبه العالم تلك الفكرةً في رأس أحدهم عن هذا "العالم"؟ 
الشارع مظلم أكثر مما ينبغي
، رغم أن الحياة تضج فيه، وصوت المولدات يعوي بشكل لا يحتمل، كيف يبدو "العالم" الآن في رأس تلك الطفلة التي تسير بصمتٍ إلى جوار أمها على الأغلب؟
و"عالمي أنا" كيف يبدو الآن بالتحديد؟
، في الثامنة والنصف ليلاً، و"الجندي المجهول" يغرق في العتمة التي لا اجد مكان دافئ فيها، وأشباح بشر تذهب و تعود ، وفوضى لا تنتهي. أجر جسدي، وأفكاري عبر الحديقة، وأفكر، أين سأفرغ حمولة رأسي؟،

أين سأتخلص من كل هذا الضجيج؟
المدينة ضيقةٌ جداً، والكهرباء المقطوعة تصنع جداراً جديداً إلى جوار كل هذه الجُدُر التي لا تنتهي. أتذكر جواز سفري الذي بلا قيمة ، ، والمعبر المغلق،
"المعبر" باب غزة الوحيد على "عالمٍ" لا يشبه عالم الناس فيها. أتذكر أيضاً أني أسير بلا هدفٍ منذ ساعتين كاملتين، وحيداً، وصامتاً، أتأمل في وجوه الناس، وعالمٍ أحفظه تماماً. ألملم وجهي، وجسدي الذي أنهكه السير بذاكرةٍ مثقوبةٍ، وحوارٍ كاملٍ كنت أفكر في كتابته لكنه سقط مني الآن، ولست في مزاجٍ يسمح بالبحث عنه في كل هذه العتمة.
ماذا عن "عالمكم" أنتم،
أنتم الكائنات الافتراضية المحتملة التي ستقرأ كل هذا الهراء؟

بقلم / نور الدين أبو زر

17/12/2015